في ظل التحديات الكبيرة التي يواجهها الشعب الفلسطيني نتيجة الظروف السياسية والاقتصادية الصعبة، لم يكن من السهل التفكير في إطلاق مشروع طموح وسط تلك الظروف، ناهيك عن إنجاحه.
لكن هذا كان دافعنا الرئيسي وراء تأسيس منصة "جسور"، التي تهدف إلى سد الفجوة بين الشباب الفلسطيني وفرص العمل والتعليم حول العالم. هذه هي قصة تأسيس "جسور"، وكيف تمكنا من تجاوز الحروب والعقبات لتقديم فرص حقيقية للفلسطينيين.
البداية: من رحم المعاناة ولدت الفكرة
في وقت كانت الحروب والقصف تشل حركة الكثير من الشباب وتُعيق فرصهم في التقدم المهني والتعليمي، كنتُ أرى الأمل وسط كل ذلك.
من خلال تواصلي مع الكثير من الشباب الفلسطيني، لاحظت أن هناك نقصًا كبيرًا في الفرص المتاحة لهم، سواء كانت تلك الفرص تعليمية أو مهنية.
كانت هناك مواهب وقدرات هائلة تنتظر الفرصة المناسبة لتبرز، ولكن الوصول إلى هذه الفرص كان أمرًا صعبًا في ظل الظروف الحالية.
من هنا جاءت الفكرة: "جسور" ستكون المنصة التي تربط الفلسطينيين بالعالم، بغض النظر عن مكانهم أو وضعهم٫ الفكرة كانت تتلخص في استخدام التكنولوجيا للتغلب على القيود الجغرافية والاقتصادية والسياسية التي تعيق الشباب الفلسطيني.
التحديات: الحروب والتقنيات
منذ البداية، واجهنا عقبات كبيرة، ليس أقلها الظروف السياسية والاقتصادية المتدهورة في فلسطين.
الكارثة الأكبر كانت الحروب المتكررة التي أدت إلى انقطاع الكهرباء والإنترنت لفترات طويلة، مما صعّب علينا مواصلة العمل على تطوير المنصة. ولكن إيماننا القوي بالفكرة كان الدافع الرئيسي للاستمرار.
قمنا بالعمل عن بُعد مع فرق تطوير من خارج فلسطين لتجاوز العقبات التقنية التي فرضتها الأوضاع الداخلية.
حتى مع تلك الصعوبات، كنا نسعى جاهدين لضمان أن تكون منصة "جسور" سهلة الاستخدام، متكاملة في خدماتها، وقادرة على الوصول إلى أكبر عدد من الشباب.
التحدي التقني: بناء منصة تخدم الجميع
تطوير منصة تكنولوجية وسط هذه الظروف كان تحديًا بحد ذاته.
لكن بفضل تعاوننا مع مبرمجين وخبراء في التقنية، تمكنا من بناء بنية تحتية رقمية تتيح للمستخدمين تصفح الوظائف والمنح الدراسية بفعالية، وإنشاء حسابات شخصية مخصصة تُسهل عملية التواصل بين أصحاب العمل والشباب.
مع كل تحدي تقني، كنا نبحث عن حلول مبتكرة، وتعلّمنا أن نصمد ونتجاوز أي عقبة نواجهها.
الدعم المجتمعي والشراكات
مع مرور الوقت، اكتسبنا دعمًا من العديد من المؤسسات المحلية والدولية التي رأت في "جسور" فرصة لدعم الشباب الفلسطيني.
الشراكات التي أقمناها مع الجامعات، المؤسسات غير الحكومية، والشركات المحلية كانت أساسية في تعزيز وجود المنصة وضمان توفير فرص حقيقية ومتنوعة.
رغم الحروب والأزمات، واصلنا توسيع شبكتنا وشركائنا، مما ساعدنا على زيادة عدد الفرص المتاحة على المنصة.
لقد كانت هذه الشراكات سببًا رئيسيًا في نمو "جسور" وتجاوز العقبات المالية واللوجستية التي واجهناها.
النتائج: جسور الفرص رغم التحديات
اليوم، "جسور" أصبحت أكثر من مجرد منصة إلكترونية؛ إنها جسر يربط الشباب الفلسطيني بفرص العمل، التعليم، والتدريب، سواء كانوا في الداخل أو الخارج.
بفضل التكنولوجيا والمثابرة، تمكنّا من توفير فرص عمل للعشرات، وتأمين منح دراسية للشباب الذين لم يكن لديهم فرصة من قبل.
كل قصة نجاح تمثل بالنسبة لنا انتصارًا على التحديات والعقبات التي واجهتنا.
رؤية الشباب وهم يحصلون على فرص عمل ومنح دراسية تفتح لهم آفاقًا جديدة، كانت دائمًا حافزًا لمواصلة تطوير "جسور" وتوسيع نطاقها.
الإصرار طريق النجاح
تأسيس منصة "جسور" لم يكن بالأمر السهل، ولكنه كان ضروريًا وسط التحديات والحروب التي عانى منها الفلسطينيون.
إصرارنا على تحقيق هدفنا وتقديم فرص حقيقية للشباب كان سببًا في تجاوزنا للصعاب.
نؤمن بأن التكنولوجيا هي وسيلة لتغيير الواقع، ومن خلال "جسور" أثبتنا أن الأمل والإصرار قادران على تحويل التحديات إلى فرص نجاح.
اليوم، "جسور" هي شهادة حية على قوة الإرادة وقدرة الفلسطينيين على تجاوز الصعاب وتحقيق النجاح رغم كل التحديات.